الخبر وإعرابه
الخبر:
بسط الجيش السوري، اليوم الثلاثاء، سيطرته الكاملة على طريق حلب _دمشق الدولي للمرة الأولى منذ 2012، ولم يكتف بذلك بل أمّن شرق الطريق وطرد النصرة الارهابية من ضاحية الراشدين 4 وغابة الأسد وجمعية الصحفيين غرب مدينة حلب بعد معارك طاحنة.
الإعراب:
- الانتصارات الكبيرة المتلاحقة التي يحرزها الجيش السوري في إدلب وحلب تدل على أنه كان جاداً تماما ومستعدا لتحرير إدلب عام 2018، كما أكد وحلفاؤه سابقا، وأن اتفاق سوتشي هو ما أوقفه وذلك لدواعٍ إنسانية وبضمانات تركية "لم تلتزم بها أنقرة في ما بعد".
- هبة الجيش السوري وإنطلاق عملياته العسكرية قبل أكثر من أسبوعين، جاء رداً على اعتداءات الإرهابيين المتكررة على المناطق المدنية في حلب وإدلب، ومعارك حلب تأخرت قليلا عن معارك إدلب الى ان بعثت النصرة بانتحارييها الى غرب حلب وضربت المدنيين والجيش معا، وهو ما استدعى تدخلا حاسما، وكل هذا نتيجة لعدم التزام تركيا بتعهداتها وعدم لجمها للإرهابيين، وفق اتفاق سوتشي ومحادثات أستانة.
- موقف روسيا الداعم تماما للجيش السوري في عملياته بعد هجمات الارهابيين على إدلب وحلب، لم يأت من فراغ بل من اختلافها الشديد مع تركيا ورئيسها أردوغان حول ليبيا، ويمكن تسمية هذه المعركة بمعركة "كسر عظم" بين روسيا وسوريا وحلفائها من جهة وبين أردوغان والإرهابيين (خاصة النصرة) من جهة أخرى، فروسيا تريد ان يدفع أردوغان ثمنا باهظا لتعنته في ليبيا، ودمشق وحلفاؤها يريدون ان يشرفوا دماء شهدائهم التي سقطت في حلب وإدلب وينهوا الارهاب على تراب سوريا.
- الجيش السوري يسابق الزمن وعليه ان يحرر ما يستطيع من الاراضي وأن لا يعطي فرصة لا لاتفاق سوتشي جديد ولا لتمثيلية كيماوية جديدة، وأما الحشد العسكري التركي فلن يفيد أردوغان بشيء إلا اذا أراد رمي المزيد من جنود بلاده الى التهلكة، فروسيا على الأقل (اذا استثنينا دمشق وبقية حلفائها)، لن تسمح له بسلبها ورقة قوية تستخدمها ضده في ليبيا.
- ثقة الإرهابيين انهزت بعد ضربات الجيش الحاسمة وهذا ما دفع الجولاني (أمير النصرة) والمحيسني مشرعهم وغيرهم الى الظهور الإعلامي، لكن هؤلاء أصبحوا ورقة محروقة بعد فضائحهم وتصفيتهم لكل من يعارضهم في مناطق سيطرتهم، كذلك ما يسمى بالجيش الوطني "ميليشيات الحر"، فخروجهم الى ليبيا أكد تماما تبعيتهم لتركيا ودول أخرى وأنهم قتلة مأجورون مستعدون لتدمير بلادهم لمصلحة من يدفع أكثر.
- وفق ما سبق فإن معركة الحسم قد بدأت ولن يوقفها إلا قرار من الجيش السوري بعد استعادة جميع أراضيه وطرد الارهاب ومن يدعمه منها، أو على الأقل تأمين مواطنيه من يد الارهاب التي تطال أرواحهم في حلب وإدلب.