خرج المئات من سكان المزارع المحيطة بقاعدة "لايف ستون" الأمريكية في الريف الغربي لمدينة الحسكة السورية، بمظاهرات جماعية احتجاجاً على نية مسلحي تنظيم "قسد" الموالي للجيش الأمريكي الاستيلاء على أراضيهم ومنازلهم ومزارعهم التي يسكنونها منذ أكثر من نصف قرن.
وقال سكان المناطق المهددة بالتهجير أن إصرار تنظيم "قسد" على طردهم من أراضيهم يأتي على خلفية تعاظم مخاوف جنود الجيش الأمريكي في "لايف ستون" من محيطهم المدني جراء التبدلات الجوهرية التي تطرأ في منطقة الجزيرة العربية بعد الاعتداءات التي يرتكبها الجنود الأمريكيون وآخرها ما جرى في قرية (خربة عمو)، الأمر الذي استدعى توجيه "قسد" الموالية لها لتأمين محيط القاعدة الأمريكية غير الشرعية في منطقة (السد الغربي- منتجع لايف ستن سابقاً)، والتي يتحلق حولها عدد من مخافر ومقرات للتنظيم الكردي.
شوقال مراسل "سبوتنيك" بمحافظة الحسكة، أن "قسد" قامت بتوجيه إنذارات مكتوبة لسكان أكثر من 500 منزل ومزرعة في قرى (العنكزي- خربة الحمة- العثمان- المهاشيم- أم الملح- المزارع) وصولاً إلى بلدة "التوينة/ 12 كم غربي مدينة الحسكة" والتي تقع جميعا على الجهة الجنوبية من مقطع (الحسكة- تل تمر) من الطريق الدولي (M4)، ويحاذيها من الشمال مخافر ومواقع تابعة لـ"قسد" التي تتجمع حول قاعدة لا شرعية للجيش الأمريكي في منطقة (السد الغربي ومنتجع لايف ستون).
وأضاف المراسل، أن آليات ما تسمى "هيئة الزراعة" التابعة لما يسمى "الإدارة الكردية"، مدعومة بالعشرات من عناصر الميلشيات المسلحة، باشرت عمليات نقل الآليات الثقيلة وغرف مسبقة الصنع إلى المنطقة المذكورة تنفيذاً لوعودها بالاستيلاء والسيطرة على جميع المساحات المذكورة، حيث تصدى لهم سكان قرية "العنكزي" والقرى المحيطة، وخرجوا بمظاهرة ليلية (مساء الاثنين) وقاموا بقطع الطريق الدولي بالإطارات المحترقة، وما زالوا مستمرين بتظاهرتهم واحتجاجهم حتى عصر يوم الثلاثاء 18 شباط / فبراير، رافضين تنفيذ ما يطلبه منهم مسلحو تنظيم " قسد".
وأشار المراسل إلى أن عددا من متزعمي "قسد" التقوا بالمتظاهرين في المنطقة المذكورة، مؤكدين عزم التنظيم في الاستيلاء على المنطقة بحجة أنها "أملاك دولة" حتى لو استمر السكان بالتظاهر لعشرات الأيام، ضاربين بعرض الحائط الحالة الانسانية والاجتماعية لأكثر من 6000 نسمة من الفلاحين والمحتاجين الذين أصبحوا مهددين بخسارة أراضيهم ومساكنهم لإرضاء الأهداف الاستيطانية وحماية القواعد الأمريكية بعد تعاظم مخاوفها من سكان الجزيرة السورية مؤخرا.
بدورها، أكدت مصادر في مديرية زراعة الحسكة الحكومية في محافظة الحسكة لـ "سبوتنيك": أن هذه الأراضي المقدرة بحوالي 17 ألف و398 دونم ضمن العقار خربة الحمة رقمي (5 - 7) يقوم السكان المحليين بزراعتها والسكن فيها منذ عشرات السنوات وفق نظام "الأجر بالمثال"، أو "وضع اليد" و"التوزيع النهائي"، وهي قوانين خاصة بتنظيم أملاك الجمهورية العربية السورية، والتي تقوم مديرية أملاك الدولة في كل المحافظات بتنظيمها وإعطائها للفلاحين لاستثمارها بهدف دعم الفلاحين وتثبيتهم في أراضيهم وقراهم وتحقيق الأمن الغذائي للبلاد على مدار السنوات الماضية.
وتابعت المصادر أن " قسد" قامت بتهديد السكان والضغط عليهم باستخدام القوة لاجباراهم على إخلاء المنطقة والسيطرة عليها لزراعتها وبناء مقرات عسكرية جديدة له ولحماية مقرات المحتل الأمريكي في المنطقة الواقعة على أهم طريق دولي في محافظة الحسكة (M4).
وكان تنظيم "قسد" استولى على مساحة 20 ألف دونم في العقار (رقم 21 - طابان غربي) جنوبي الحسكة، كما استولى التنظيم أيضا على الأراضي التي كانت قد خصصتها الحكومة السورية سابقا لبناء (جامعة الحسكة) المحاذية لأراضي الفلاحين وعلى الأراضي المخصصة لمصلحة (الحراج الزراعي الحكومية).