عبر مجموعة من الأجهزة الآلية الحديثة يقدم مخبر التحاليل الطبية في مشفى الأسد الجامعي بدمشق خدماته المتنوعة للمرضى على مدار الساعة ليصل عدد التحاليل المنفذة يوميا إلى نحو عشرة آلاف تحليل وفق القائمين عليه وتتم طباعتها وأرشفتها بشكل آلي وفق برنامج حاسوبي منظم وعملية مؤتمتة بالكامل.
ويقدم المخبر خدمات لمختلف الاختصاصات سواء كانت داخلية أو جراحية ما يساعد على إجراء التشخيص الصحيح واللازم للأمراض ووضع الخطة العلاجية الدقيقة والمناسبة لها بالشكل الأمثل حسب تصريح رئيس قسم المخبر بالمشفى الدكتور سامر محمود لمندوبة سانا.
ويضم المخبر عدة وحدات تتوزع في “الإسعاف” و” مصرف الدم” و”الجهاز الآلي” الذي هو عبارة عن منظومة متكاملة مؤتمتة تقوم بإجراء التحاليل الكيميائية الروتينية والهرمونية بدقة عالية بمعدل 2200 تحليل بالساعة إضافة إلى وحدات “الدمويات” و”المجهريات” التي تنفذ اختبارات البول والبراز والسائل المنوي و” التحاليل الجرثومية” المسؤولة عن إجراء زراعة كل عينات المرضى جرثوميا وفطريا ضمن إجراءات السلامة المخبرية المعتمدة عالميا.
ويتجاوز عدد المرضى المستفيدين من خدمات المخبر يوميا 650 مريضاً سواء داخليا أو خارجيا وفق الدكتور محمود موضحاً: “منهم 200 إلى 300 مريض خارجي يتم استيفاء التكلفة المعتمدة منهم بشكل كامل ولكنها مخفضة إلى نصف القيمة المتعارف عليها للتحاليل ذاتها في المخابر خارج المشفى فيما يدفع المرضى الداخليون نسبة 15 بالمئة من قيمة الفاتورة الخاصة بهم مهما كانت” مشيراً إلى أن هناك تخفيضا خاصا لذوي الشهداء وإعفاء كاملا من التكلفة لجرحى الحرب.
الكوادر الموجودة في المخبر تجري يوميا بين السبعة آلاف إلى العشرة آلاف تحليل بجودة وسرعة عالية حسب الدكتور محمود مبينا أن دقة نتائج التحاليل تأتي نتيجة تضافر عدة عوامل:”كادر لأطباء المتمرسين والفنيين المدربين إضافة إلى عملية ضبط الجودة التي تجرى يوميا لكل التحاليل”.
الدكتور محمود أشار إلى أنه سيتم خلال الفترة القادمة إجراء توسعة لنظام الدور الالكتروني الخاص بالمخبر حيث ستتم زيادة عدد كوات التسجيل من اثنتين إلى خمس لاستيعاب العدد المتزايد من المرضى والذي يتضاعف يومياً بسبب الفارق السعري بين المشفى وخارجه وكذلك ستشمل عملية التطوير غرفة سحب الدم وزيادة عدد كوادرها وهناك خطة لإضافة بعض الأجهزة الحديثة.
من جهة أخرى يستقبل المخبر كل إحالات مرضى القطاع العام وشركات التأمين ومرضى القسم الخاص حيث أشارت المخبرية نجوى ثابت مشرفة في قسم المرضى الخارجيين بالمشفى إلى أنه يتم تسجيل التحاليل المطلوبة لكل مريض بدور منظم وباستخدام نظام برمجي مخبري يؤمن إصدار لصاقات خاصة لكل أنبوب سحب دم ثم ينتقل المريض إلى غرفة سحب الدم لأخذ العينات منه.
ومن قسم البيولوجيا الجزيئية وبنك الخلايا الجذعية قالت المخبرية نجاح الهزيم:”نجري كل أنواع التحاليل التي تتعلق بالفيروسات مثل التهابات الكبد “بي وسي” والتلاسيميا وتحليل تطابق الأنسجة الخاص بالمرضى الذين تتطلب حالتهم زرع كلية إضافة إلى التحاليل النوعية الأخرى” مشيرة إلى أن المواد متوافرة إلى حد كبير رغم أن هناك صعوبة أحيانا باستجرار بعضها.
ويجري قسم الدمويات تحاليل التعداد العام بمختلف أنواعها وفق المخبرية أمينة العبد الله إضافة إلى سرعة التثفل وتحاليل أخرى مؤكدة أن العينة التي يشك فيها تتم إعادة تعدادها على جهاز آخر وأضافت:”لدينا نحو 350 عينة بتكلفة 850 ليرة سورية للتحليل الواحد فيما تصل تكلفتها خارج المشفى إلى 1500 ليرة سورية”.
عدد من المراجعين أعربوا عن ارتياحهم لإجراءات الدور والتنظيم وأخذ العينات ومنهم حسان سالم الذي أوضح أن الأطباء طلبوا لولده عدة تحاليل دم لكونه يعاني من فشل نمو وتكلفتها في الخارج مرتفعة بالنسبة له 28 ألف ليرة بينما أجراها في مخبر مشفى الأسد الجامعي مجانا لكونه جريح حرب ويعفى من التكلفة.
وأكد كل من عبد الله شرف الدين ونور رضوان أن كل الإجراءات في مخبر المشفى ميسرة رغم العدد الكبير من المرضى والمراجعين.
ويعتبر مشفى الأسد الجامعي الذي افتتح في دمشق عام 1988 من أكبر المشافي التابعة لوزارة التعليم العالي ويقدم الخدمات الطبية العلاجية والجراحية للمرضى بأحدث أساليب الطب.