وسط مواصلة الجيش السوري الالتزام به وجاهزيته التامة للرد على أي خرق له، خيم الهدوء الحذر وشبه التام في مختلف المحاور بريفي إدلب وحلب، لليوم الرابع على التوالي من «اتفاق موسكو» لوقف إطلاق النار في شمال غرب البلاد.
ووفق المعلومات المتوافرة لـ«الوطن»، لم يسجل في منطقة خفض التصعيد بإدلب أمس سوى خرق واحد للاتفاق ارتكبته التنظيمات الإرهابية الرافضة للاتفاق والمتمركزة بجبل الأربعين، حيث اعتدت بقذيفة صاروخية على جرافة عسكرية كانت تنفذ عمليات تدشيم لنقاط للجيش بالقرب من داديخ بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وحسب المعلومات، فإن هذا الخرق للاتفاق الذي تم التوصل إليه الخميس الماضي ودخل حيز التنفيذ منتصف ليلة السبت الماضي، دفع وحدات الجيش العربي السوري العاملة بالمنطقة للرد على مصدر إطلاق القذيفة، واستهداف تحركات للإرهابيين في محيط المسطومة النيرب بريف إدلب الجنوبي، وذلك بالمدفعية الثقيلة، وهو ما أدى إلى تحقيق إصابات مباشرة فيها.
بدوره بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن "أجواء المنطقة المذكورة لم تشهد أي طلعات للطيران الحربي السوري والروسي، وأن الطلعات الجوية اقتصرت على بعض طائرات الاستطلاع الروسية المكلفة مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار من جانب التنظيمات الإرهابية المدعومة من الاحتلال التركي".
وأوضح المصدر، أن "وحدات الجيش العاملة بريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي الشرقي ملتزمة باتفاق موسكو كالتزاماتها السابقة بأي قرار وقف إطلاق نار أو هدنة يتم التوصل إليها، ولكنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما خرق الإرهابيون الاتفاق وسترد على أي اعتداء إرهابي يستهدف نقاطاً لها أو آليات، ولن ترحمهم أبداً".
بدورها ذكرت وكالة «سانا» أن "وحدات من الجيش عثرت أمس خلال تمشيط المناطق التي حررتها من الإرهاب على أحد المقرات الرئيسة لمتزعم تنظيم «جبهة النصرة» المدعو أبو محمد الجولاني في منطقة عنجارة 15 كم غرب مدينة حلب، مشيرة إلى أن قاعات غرف العمليات تم تزويدها بمعدات لوجستية من سبورات وأجهزة إضاءة واتصال وخرائط طبوغرافية لمحافظة حلب وغيرها من مناطق استهدفها إرهابيو التنظيم التكفيري خلال السنوات السابقة إضافة إلى العثور على سيارات خاصة بمتزعمي المجموعات الإرهابية".
في المقابل، وفي سياق استغلاله لاتفاق موسكو أدخل العدوان التركي المزيد من الأرتال العسكرية إلى الأراضي السورية، وفق مصادر إعلامية معارضة تحدثت عن أن عدد الآليات التركية وصل في ساعة واحدة إلى أكثر من 250 شاحنة تحمل دبابات ومصفحات ومعدات عسكرية، إضافة إلى دخول أكثر من 60 آلية عسكرية من ضمنها دبابات وأسلحة ثقيلة، باتجاه منطقة وقف إطلاق النار.
وفي البادية الشرقية، قال مصدر ميداني في ريف حمص الشرقي لـ«الوطن»: إن الجهات المختصة نصبت كمينا محكما لمجموعة إرهابية مسلحة في منطقة ريع الهوى في جبال العمور بالقرب من مدينة السخنة بريف تدمر الشمالي، كان أفرادها يقومون بعمليات خطف وقتل للمدنيين ويقدمون على سرقة الأغنام من المناطق الشرقية.
وأوضح المصدر أن "القوة العسكرية تمكنت من القضاء على 8 إرهابيين وإلقاء القبض على آخرين منهم وتدمير عتادهم".
وذكر المصدر أن وحدات من الجيش استهدفت بنيران أسلحتها الرشاشة والمدفعية الثقيلة تحركات لمسلحين من فلول تنظيم داعش الإرهابي على اتجاه باديتي تدمر والسخنة وبمحيطهما، بالترافق مع تنفيذ الطيران الحربي في سلاح الجو السوري غارتين جويتين على أهداف متحركة للتنظيم على مقربة من الحدود الإدارية المشتركة مع ريف محافظة دير الزور في أقصى بادية حمص الشرقية، ما أسفر عن إيقاع إصابات مباشرة في صفوف التنظيم الارهابي وتكبيده خسائر بالأرواح والعتاد.