بدأت محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغلال ملف المهاجرين وابتزاز أوروبا لتحقيق مكاسب سياسية ومالية جديدة تثير حفيظة القارة العجوز على الصعيدين السياسي والإعلامي وبينما تتزايد الأصوات المنددة باستخدامه ورقة الهجرة للضغط على القادة الأوروبيين اتفقت تعليقات صحف غربية وأمريكية على توصيف مخططاته بأنها “ابتزاز فاشل”.
وفي معرض التحليلات والآراء التي أوردتها الصحف الأجنبية على تملص أردوغان من الاتفاق الموقع بينه وبين أوروبا عام 2016 وقراره فتح الطريق أمام تدفق آلاف المهاجرين الى الأراضي الأوروبية لحرف الأنظار عن الخسائر التي يتكبدها بسبب دعمه التنظيمات الإرهابية في سورية ومحاولته الحصول على دعم الدول الأوروبية وصف مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية مخطط أردوغان الجديد لإغراق أوروبا بالمهاجرين بأنه “تهديد فارغ لن يجدي نفعاً”.
وحسب موقع سانا، أكدت المجلة الأمريكية أن هذه الخطوة من قبل أردوغان واللغة “الصارمة” التي يستخدمها من أجل الضغط على أوروبا وما يضاف إلى ذلك من تشجيعه المهاجرين على الدخول إلى الاتحاد الأوروبي وتسهيله عبورهم الحدود “لن تسفر عن الدعم الذي يبحث عنه”.
صحيفة الاندبندنت البريطانية رأت بدورها أن مخطط أردوغان ابتزاز أوروبا لتحقيق مكاسب جديدة على غرار ما حدث عامي 2015 و2016 “لن ينجح طويلاً” معتبرة أنه يتعين على قادة أوروبا والولايات المتحدة إقناع الرئيس التركي “بالقوة” بأن رفضه التعاون سيعود عليه بخسائر أكبر بكثير من إثارته عدم الاستقرار.
الرد الأمثل على تهديدات أردوغان لأوروبا بملف المهاجرين جاء في مقال لصحيفة “واشنطن اكزامينر” الأمريكية التي قدمت اقتراحاً عملياً قد يشكل ورقة رابحة تستخدمها أوروبا لمواجهة الرئيس التركي حيث رأت ضرورة معاملة تركيا بالمثل وإعادة الأتراك الموجودين في أوروبا إلى وطنهم الأصلي.
الصحيفة اعتبرت أن على أوروبا الاتفاق على المقايضة بحيث تقوم مقابل كل مهاجر يجتاز الحدود التركية بإعادة مهاجر تركي إلى بلده، مشيرة إلى أن الأتراك الذين نجحوا في الحصول على الجنسية الأوروبية لم ينجحوا في الاندماج بالمجتمعات الأوروبية.
تحركات أردوغان سواء دعمه التنظيمات الإرهابية في سورية أو عدوانه المتواصل على أراضيها ومحاولاته شرعنة هذه الاعتداءات بالضغط على أوروبا بشتى الوسائل أصبحت مكشوفة أمام الجميع وبينما تتواصل خسائره وخسائر الإرهابيين الذين يستثمر بهم فإنه يحاول البحث بشكل محموم عن أساليب ملتوية يراوغ بها للخروج من مأزقه.