بفارغ الصبر والاهتمام والترقُّب ينتظر السوريون الإعلان الرسمي عن اول إصابة بفايروس كورونا حتى يرتاحَ بالُهم وتهدأ نفسُهم التي سيقول لسان حالها: الحمد لله نحن كباقي دول الجوار والعالم، صار لدينا كورونا.
لا بل ربما سيحتفل السوريون بأول إصابة أكثر مما سيطالهم الحزن والخشية بعد سماع هذا النبأ إن حصل ذلك. وهذا أمر مفهوم من مبدأ أنك ستبقى تخشى المصيبة حتى تقع فيها وتواجهَها.
الاجراءات والقرارات التي ذهبت فيها الحكومة والسلطات الرياضية والصحية توحي بأن الفايروس بدأ يحوم فوق رؤوسنا وفي سمائنا، وحده الحظ والقَدَر لا شيء آخر غيره قد يمنع الفايروس من أن يضرب في أرضنا وشوارعنا، ووحدَها الإجراءات على الأرض قد تضبطه ضمن أعداد ونِسَب معقولة لا تصل بنا إلى حد الجائحة.
حتى الآن تؤكد السلطات الصحية خلوَّ البلاد من تسجيل أية إصابة، قد يبدو الأمر غريباً ولكنه ممكن وليس مستبعَد، ما من مصلحةٍ أصلاً لوزارة الصحة في إخفاء الأمر لأنها هي من سيدفع ثمن هذا التستُّر مباشرة.
وفي كل الأحول تبدو وزارة الصحة السورية ومن خلفها الحكومة وكأنها تتحرك بخطوات تدريجية دون أن تَظهَر إجراءاتها مُقلقة أو مُفزعة بحيث تبدأ من الحدود والرحلات الجوية ثم نحو تعليق الأنشطة التي يحصل فيها اختلاط بشري كبير، وهكذا باتجاه إجراءات أكثر دقة واحتواءً. الأعداد الكبيرة من حالات الشفاء في الصين وغيرها تشيع أجواءاً من الارتياح حيال مواجهة الكورونا، والمعلومات التي قرأها السوريون عن كيفية محاربة الفايروس جعلتهم يتسلحون بالكثير من القدرة على مواجهته بشكل فردي وجماعي، الأهم من ذلك أن الإصابات بين الأطفال تكاد تكون معدومة وإن وجدت فإنها سرعان ما تشفى وتلك نقطة تترك اطمئناناً جيداً بين الأهل.