هزيمة تنظيم "داعش" الارهابي على يد الجيشين العراقي والسوري وفصائل المقاومة في العراق وسوريا، هي في الحقيقة هزيمة للمخطط الامريكي الغربي الذي كان يهدف الى تمزيق الدول العربية والاسلامية لمصلحة الكيان الاسرائيلي والمصالحة غير المشروعة لامريكا والغرب.
تنظيم "داعش" الارهابي، كان مخططا جهنميا كلّف امريكا 7 مليارات دولار، ومن السذاجة الاعتقاد ان امريكا ستقف متفرجة على مخططها وهو ينهار، وما يؤكد هذه الحقيقة، دخول امريكا والكيان الاسرائيلي مباشرة على خط المواجهة مع القوى التي كانت سببا لهزيمة "داعش" الارهابي، فلا يمر يوم الا وتقصف الطائرات الامريكية والاسرائيلية مواقع الجيشين العراقي والسوري والحشد الشعبي وحزب الله وباقي فصائل المقاومة من الوية فاطميون وزينبيون، انتقاما لتنظيم "داعش".
الحقد الامريكي الاسرائيلي على فصائل المقاومة التي الحقت الهزيمة بـ"داعش" والتنظيمات الارهابية الاخرى، لا يقف عند حدود، فالحرب النفسية والاعلامية والسياسية بالاضافة الى العسكرية ضد حزب الله والحشد الشعبي وباقي فصائل المقاومة، اخذت ابعادا مختلفة، فامريكا حاولت وتحاول اختراق التظاهرات المطلبية في لبنان والعراق والتي خرجت لتحقيق العدالة ومحاربة الفساد، للنيل من حزب الله والحشد الشعبي ومن العلاقة التي تربك هذين البلدين بايران.
هذا التوجه الامريكي للنيل من الجهات المسؤولة عن هزيمة مخططها الداعشي، لم ينحصر بلبنان والعراق، فمن بين فصائل المقاومة التي ابلت بلاء حسنا في القتال ضد "داعش" والحقت الهزيمة بها، كان لواء فاطميون الذي يتألف من متطوعين افغان، من الذين بادروا إلى التطوع من أجل الدفاع عن سوريا البلد الذي يمثل الخط الأمامي في مقابل الكيان الاسرائيلي، والدفاع عن مرقد عقيلة الهاشميين وبطلة كربلاء السيدة زينب بنت الامام علي بن ابي طالب عليهما السلام، الذي هدد التكفيريون بنبش مرقدها الطاهر، كما فعلوا بمرقد الصحابي الجليل حجر بن عدي "رضوان الله علیه".
الامريكيون لم ينسوا للواء فاطميون الهزيمة النكراء التي الحقوها بـ"داعش" عندما سيطروا على مرتفعات "كسب" في الحدود التركية السورية، وحرروها بالكامل وكبدوا ارهابيي "داعش" خسائر فادحة، فالاخبار القادمة من افغانستان هذه الايام تتحدث عن ظهور اعلان مشبوه على "القناة الاولى"، وقناة "طلوع" الافغانيتين، يظهر فيه علم لواء فاطميون الى جانب علم تنظيم "داعش" الارهابي، ويتحدث الاعلان عن خطر "التنظيمين" على افغانستان!!.
هذا الاعلان الشاذ والمشبوه دفع الكثيرين لمعرفة الجهة التي تقف وراءه، فتبيّن ان القائمين على امر القناتين ليستا الجهة التي تقف وراءه، وان الاعلان مدفوع الثمن من جهات غير حكومية، ويبدو ان المبالغ التي دفعت من اجل الترويج له كانت كبيرة ومغرية، فالحملة الاعلامية التي تشن من قبل جهات تابعة لامريكا في افغانستان ضد فاطميون تهدف الى خلق فتنة مذهبية من اجل التحكم بالمشهد الافغاني بعد مرحلة "طالبان"، ولان امريكا ترى في فاطميون تهديدا لمصالحها غير المشروعة في افغانستان، وكذلك تهديدا لاداتها القذرة "داعش" الارهابي.
في الوقت الذي تحاول فيه امريكا اظهار لواء فاطميون على انه تهديد لامن افغانستان مثل "طالبان" او "داعش"، لم تجد التقارير التي بثتها وسائل اعلام غربية حول الموضوع، ولا حتى مسؤول افغاني واحد يؤيد ما ذهب اليه الاعلان الامريكي، فكل المسؤولين والخبراء والمحللين والصحفيين الذين تحدثوا في تلك التقارير اكدوا على ان من الظلم مقارنة فاطميون بتنظيم تكفيري ارهابي دموي مثل "داعش"، فكل التقارير الامريكية والغربية كانت تتحدث عن خطر "طالبان" و"داعش"، على امن واستقرار افغانستان، وان لواء فاطميون يعتبر تهديدا حقيقيا لـ"داعش"، الذي تحاول امريكا بث الحياة فيه بعد مرحلة "طالبان" من اجل الاستمرار بسياستها المنافقة والخبيثة في افغانستان، فاذا كانت "طالبان" قد خرجت من سيطرة امريكا فان تنظيم "داعش" الارهابي مازال تحت سيطرتها ويعمل وفق مخططها.
بات واضحا ان امريكا تحاول من خلال حربها الاعلامية والنفسية ضد فاطميون، تجنيد مقاتلين لـ"داعش"، واشعال فتنة مذهبية بين ابناء الشعب الواحد، والاساءة الى صورة فاطميون لدى الشعب الافغاني للحيلولة دون عودتهم الى بلادهم، بعد ما اكتسبوا تجربة عسكرية لا يستهان بها في قتال العصابات التكفيرية من امثال "داعش" واخواتها، فامريكا ترى في فاطميون خطرا يهدد مصالحها غير المشروعة في افغانستان، واي تهديد من جهة نظر امريكا لهذه المصالح هو "ارهاب"، وهذه الحقيقة كشف عنها الرئيس الافغاني السابق حامد كرزاي لقناة "طلوع نيوز" الافغانية، لدى حديثه عن الاسباب التي حالت دون توقيع الاتفاقية الامنية بين كابول وواشنطن.
الشعب الافغانی والنشطاء في افغانستان كانوا بالمرصاد للمخطط الامريكي المشبوه، حيث هاجم رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر تغريدات نشروها على موقع "تويتر"، الحملة الامريكية القذرة، مؤكدين ان علم "داعش" وعلم "طالبان" هما من يمثلان رمز الارهاب والارعاب وابادة الافغان وليس علم لواء فاطميون، مشيرين الى وجود اياد خبيثة للاجهزة الاستخباراتية تقف خلف هذه الحملة الاعلامية التي تهدف الى إثارة حرب مذهبية وطائفية في افغانستان.