الخبر :
استشهد تسعة من الجنود السوريين خلال اعتداء نفدته اليوم الاثنين عناصر ارهابية في درعا .
التحليل :
- في عام 2011 بدات الازمة السورية من درعا في جنوب سوريا وانتشرت بعد ذلك الى مناطق اخرى في هذا البلد . ان هذه المنطقة مهمة من الناحية الاقتصادية بحيث تعتبر مصدرا يعول عليه الاقتصاد السوري ومن ناحية اخرى تعتبر طريقا دوليا يربط دمشق ببيروت وعمان بحيث لها اهمية استراتيجية لسوريا وعندما تحررت هذه المنطقة من الارهابيين عام 2018 فان تحريرها وجه في الواقع ضربة مميتة الى التنظيمات الارهابية الداخلية وحماتها الاجانب . ويبدو ان احياء التنظيمات والتيارات الارهابية وممارسة ضغوط اقتصادية قصوى على الحكومة السورية في الظروف الراهنة هي من اهم دلائل هذا الاعتداء الارهابي على درعا .
رغم ان بعض المصادر ومن خلال تقديم ابوطارق باعتباره متزعما لهذه العملية الدموية تحاول ان تظهر هذه العملية كتسوية حسابات داخلية في سوريا ونوعا من الانتقام من سياسات الحكومة السورية في درعا الا انه من الواضح ان مسؤولية مكافحة العناصر المزعزعة للامن في سوريا في اي منطقة من هذا البلد تقع على عاتق حكومتها من جانب ومن جانب اخر تعد منطقة درعا منطقة امنية حساسة مقارنة بالمناطق الاخرى واخيرا فان العملية الارهابية التي نفذت اليوم تدل على ان المتورطين فيها لهم اهداف اهم من قتل عدد من عناصر القوات السورية وفي الحقيقة فان هدفهم هو اثارة الخوف والهلع بين اهالي المنطقة الذين دعموا الحكومة في حربها ضد الارهاب والارهابيين وان عملية الاعتداء والاعتقال والاعدام واخيرا وضع جثث الجنود المقتولين امام اعين الناس خير دليل على ذلك .
- ان الاعتداء الذي نفذه الارهابيون اليوم في درعا الي جانب الاعتداءات الاسرائيلية المكررة على سوريا وفي الوقت نفسه اصرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب على بقاء قواته المحتلة في شمال هذا البلد كلها دليل على الهدف المشترك الذي يتابعه المحور الغربي العبري العربي في سوريا ويشير الى انه رغم الهزائم المتتالية فان هذا المحور يهدف الى وجود سوريا دون سيادة الحكومة القانونية والشرعية الحالية عليها . هذا في الوقت الذي تشير التطورات التي شهدتها سوريا منذ 2011 وحتي الان الى ان عودة الاضطرابات الى هذا البلد مثل ماشهدناها في السابق امر مستبعد للغاية سواء يكون وراء هذه الاضطرابات في درعا الكيان الاسرائيلي او تهدف (هذه الاضطرابات) الى تحقيق السياسات الاميركية في هذا البلد.